samedi 18 août 2012

إيران,القوّة الإقليميّة المتنامية

Normal 0 21 false false false FR X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4

تزداد الجمهورية الإسلامية في إيران,يوما بعد يوم,قوّة و تأثيرا لتكتسي أهميّة إستراتيجيّة في منطقة الشرق الأوسط المشتعلة.إيران,القوّة الإقليميّة التي يمتدّ نفوذها حتّى لبنان و سوريا و الأراضي الفلسطينيّة,أي إلى غاية حدود إسرائيل,صارت العدوّ الرّئيسي للهيمنة الغربيّة و مصدر تهديد حقيقيّ لمصالحها و وجود الكيان الصهيوني على حدّ سواء.بين حلم التوسّع و حدود التّجربة التنموية الإيرانية,نعالج في هذا المقال,عناصر قوّة بلاد فارس المتنامية.

إيران و التفرّد بالنموذج "الإسلامي-الثوري" في المنطقة

لعلّ أحد أهمّ عوامل الصعود الإيراني المطّرد هي ثورة 1979 التي مهّدت لقيام الجمهوريّة الإسلاميّة.يمكننا الوقوف عند نقطتين هامّتين.

*شرعيّة النظام الإيراني.لئن أكّدت تقارير لمنظمات حقوقيّة دوليّة وجود إنتهاكات خطيرة ترتكب من قبل النظام الإسلامي ضدّ الشعب الإيراني فإنّه و من زاوية نظر سياسيّة بحتة,يعدّ هذا النظام نموذجا من حيث طبيعته الثورية روحها الإسلام الشيعي,ما يعطيه شرعيّة داخليّة و خارجيّة ذلك أنّ الكثيرين من العرب يؤيّدون النظام الإيراني بصقته المدافع عن الإسلام في ظلّ حالة الوهن و الضعف العربي.

*إيران,دولة مؤسّسات.خلافا للدول العربيّة,تعتبر إيران دولة مؤسّساتيّة  غير منبنية على أفراد فحسب.نستعرض أبرزها    -مؤسسة المرشد الأعلى-مؤسسة رئاسة الجمهورية-مجلس الشورى-مجلس الأمن القومي-الحرس الثوري.

تمثّل المؤسسات المذكورة الأذرع التنفيذية للمخططات و الإستراتيجيات الإيرانية التي تقود الأمّة نحو التقدّم و تحقيق الذات بكلّ ثقة في النّفس عكس التّيه و التشرذم الذي تعاني منه الشعوب العربيّة بسبب وجود أنظمة حاكمة بلا فلسفة و لا طموح.

إيران و العداء لإسرائيل

كانت إيران و لا تزال منذ 1979 ألدّ أعداء الكيان الصهيوني بل عدوّها الأكبر في المنطقة,يتجلّى ذلك أساسا من خلال.أوّلا,منافسة إسرائيل على إمتلاك القنبلة الذرّية و هي التي لطالما تشدّقت بقدرتها على تدمير كلّ من يعترض طريقها بضربة واحدة.ثانيا,مساندة و دعم المقاومة العربيّة المسلّحة في لبنان و فلسطين عن طريق حزب الله و حماس  و الجهاد الإسلامي و قد كان دعم إيران لتلك الحركات في حرب لبنان 2006 و حرب غزّة 2009 خير شاهد على العداء الإيراني-الإسرائيلي.ثالثا,الحلف الإيراني-السوري الذي أثار حفيظة إسرائيل خصوصا في الاونة الأخيرة تزامنا مع تفجّر الأوضاع في سوريا هذا و قد حمت النار و قرعت الطبول إيذانا بقرب موعد توجيه ضربات موجعة للمنشات النووية الإيرانية.كما تجدر الإشارة إلى انّ إسقاط نظام الأسد في سوريا سوف يسهّل  محاصرة إيران بعد أن حوصرت من الجانبين العراقي و التركي.

إيران و التأييد الروسي-الصيني

يبدو واضحا وضوح الشمس أنّ ما يؤجّل القضاء على القوّة الإيرانيّة المتنامية هو الدّعم الرّوسي-الصّيني لنظام ولاية الفقيه الذي تريد عبره هاتين القوتين العظميين إحداث التوازن معا الولايات المتحدة الأمريكية.

تمدّ موسكو طهران بالخبرات العسكرية التي تساعد الجيش الإيراني على تطوير صواريخ تصل إلى عمق تل أبيب ما يمثّل خطرا على وجود الكيان الصهيوني بأسره.

 

إيران و "معاداة" العرب

لئن إتّسمت العلاقة بين العرب و الفرس تاريخيّا بالتوتر و الصدام المتواصل إلى اليوم(الحرب العراقية-الإيرانية بين 1980 و 1988/إحتلال إيران للجزر الإماراتية),فإنّ فرص تحقيق تفاهم و هدنة و لم لا تعاون عربي-إيراني تبقى متاحة طالما أنّ الإنتماء العرقي لم يعد معرقلا(التحالف الإيراني-السوري) و أنّ الإقتتال الطائفي ليس سوى نتيجة الفتنة التي تزرعها أمريكا بين المسلمين  قصد إجهاض أيّة محاولة لليقظة الأمميّة الشاملة.

صارت إيران,شئنا أم أبينا,قوّة إقليميّة تفرض  نفسها على خصومها و أعدائها.و لعلّه حريّ بالعرب,أن يتّعضوا من هذه التجربة النّاجحة,على الأقلّ في تحقيق الذات الإيرانية و ألاّ يسقطوا في فخّ إعتبارها عدوّا...حيث أنّ ما يجمع العرب بإيران اليوم أكثر ممّا يفرّق بينهم  و ليس مواجهة إسرائيل سوى قاسم مشترك يمكن البناء عليه.

أمير المستوري

عضو جمعية ميثاق 20 مارس

عضو شبكة دستورنا

عضو منظمة العفو الدولية-الفرع التونسي

Posted via email from tarlatif's posterous

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire